صنعاء – المنتدى الثقافي: في مبادرة بارزة نحو تعميق فهم آثار الهجرة اليمنية، تسلّم الأستاذ سلطان نعمان البركاني، الكاتب والباحث والمؤرخ والفقيه اللغوي الحصيف، نسخة من دراسة شاملة حول "الآثار المتبادلة للهجرة اليمنية". جرى التسليم في المنتدى الثقافي، بواسطة الدكتور عمرو معديكرب الهمداني، عضو لجنة الإشهار وعضو مجلس الشورى، والأستاذ العزي الصلوي، مستشار وزارة شؤون المغتربين. تكتسب هذه الدراسة أهمية بالغة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها اليمن. فالهجرة باتت ظاهرة متزايدة التعقيد، وتتعدد تداعياتها على المستويين الفردي والمجتمعي. هي ليست مجرد انتقال جغرافي للأفراد، بل عملية ديناميكية تُحدث تحولات عميقة في البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للوطن الأم وللبلدان المضيفة على حد سواء.
الهجرة اليمنية: شريان حياة ومصدر تحديات
لطالما كانت الهجرة جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي اليمني. تاريخياً، سعى اليمنيون إلى الاغتراب بحثًا عن فرص أفضل، وتركوا بصماتهم في مناطق مختلفة من العالم. واليوم، تُعد تحويلات المغتربين ركيزة أساسية للاقتصاد اليمني، ومصدر دخل حيوي لملايين الأسر التي تعتمد عليها لتلبية احتياجاتها الأساسية. هذه التحويلات تُساهم بشكل كبير في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية وتدعم صمود الأسر في مواجهة الظروف الصعبة. ومع ذلك، فإن للهجرة وجهاً آخر لا يقل أهمية، يتمثل في فقدان الكفاءات و"نزيف العقول". فاليمن يخسر آلاف الشباب المتعلمين وأصحاب الخبرات والمهارات في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والهندسة وغيرها، مما يُعيق جهود التنمية وإعادة الإعمار. يضاف إلى ذلك، التأثير السلبي على الإنتاج المحلي.
أهمية تسليم الدراسة للبركاني
إن تسليم هذه الدراسة للأستاذ سلطان نعمان البركاني، المعروف بعمق بصيرته وتحليله الثاقب، يمثل تحركًا بالغ الأهمية. فخبرته كباحث ومؤرخ وفقيه لغوي ستُثري النقاش حول هذه القضية الحيوية، وستُسهم في تقديم رؤى متعمقة حول كيفية التعامل مع التحديات التي تفرضها الهجرة، والاستفادة من الفرص التي تُتيحها.
ختام
تُؤكد هذه المبادرة على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات والبحوث لفهم الأبعاد المتعددة للهجرة اليمنية. وهذا سيساعد في تطوير سياسات وبرامج فعالة لدعم المغتربين، وتعزيز مساهماتهم التنموية، والتخفيف من الآثار السلبية للهجرة على المجتمع ، ومؤسسات المجتمع المدني، والمغتربين أنفسهم.