هي دراسة مكونة من تسعة 9 أجزاء وحصيلة جهود باحثين مرموقين في مجالات التاريخ والفلسفة والاجتماع والاقتصاد والأدب والفنون والصحافة والسياسة والإحصاء لأكثر من عامين كاملين، عمل فيها الفريق العلمي على مقاربة القضايا التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أفرزتها ظاهرة الهجرة اليمنية في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر بالدراسة والتحليل العلمي. حيثُ تهدف الدراسة إلى إيصال الصورة المشرفة لليمنيين والتركيز على بصماتهم في المهجر وفي الداخل بالإضافة إلى إبراز الإنجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والآثار الإيجابية التي تركها اليمنيون أينما حلوا أو ارتحلوا. وقد توزعت محتويات هذه الأجزاء على النحو الآتي: من الأول إلى السادس ويحتوي على تمهيد يتتبع تاريخ الهجرة مُنْذُ القدم، سواء الأسطورية منها أو الفرضية أو الحقيقية، وواقع المهاجرين اليمنيين في الداخل، ومكوِّن الهجرة اليمنية الحضرمية إلى الهند وإندونيسيا، والهجرات اليمنية عبر التاريخ إلى شرق أفريقيا، والهجرة التهامية - أسبابها وآثارها، والهجرة اليمنية إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، والتأثير المتبادل للمهاجرين على التعليم والاقتصاد والتحول الاجتماعي، واسماعيلية اليمن في المهجر - الأسباب والآثارـ والصحافة اليمنية في المهجر - التأثير والتأثر ـ والهجرة والمهاجرون في الأدب اليمني المعاصر، والهجرة والاغتراب في الغناء اليمني، وفنانو المهجر وتأثيرهم الإيجابي في نشر الهوية اليمنية. أما الجزء السابع، فقد خُصص لأعلام الهجرة اليمنية، وفيه تتبع الكاتب سِيَر الاعلام ومقاربة منجزاتهم داخل اليمن وخارجه، بينما يتصل الجزء الثامن بنتائج الدراسة الميدانية التي أشرف عليها متخصصون من داخل الفريق وخارجه، ونفذت في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وأثيوبيا، واندونيسيا، والكويت، والمملكة العربية السعودية، ومناطق الداخل في تعز وحضرموت ولحج وأبين. وفي الأخير، يأتي الجزء التاسع الذي صمم لاستيعاب ملاحق الدراسة ووثائقها وصورها، مُنْذُ لحظة التدشين الأولى في مطلع ديسمبر 2019م حتى إطلاق الدراسة في العام 2023م. ومن الجدير بالذكر إن مخرجات هذه الدراسة متاحة أمام المهتمين على هذه المنصة الإلكترونية التي أٌنشئت لهذا الغرض، بواسطة "مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية"؛ ليسهل الوصول إلى مفرداتها بدون عناء.
استوقفَتْ هجرةُ اليمنيينَ في المشرقِ والمغربِ السيدَ علوانَ الشيبانيّ، رئيس مجلسِ إدارةِ مجموعةِ العالميَّةِ؛ الذي خاضَ على أثر ذلك العديدَ من النقاشاتِ، وعَقَدَ اللقاءاتِ، وتجاذبَ أطرافَ الأحاديثِ مع عددٍ من الباحثينَ والأكاديميينَ والكتّابِ والمعنيّينَ بشؤونِ الرعيلِ الأولِ والثاني من المهاجرينَ اليمنيّينَ. وكان هدف هذه الدراسة الأساسي العمل على تغيير الصورة النمطية السلبية وإبراز الإنجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والآثار الإيجابية التي تركها اليمنيون أينما حلوا.
وَجدَ الشيبانيّ نفسَه مهاجرًا، حينَ سافرَ إلى أرضِ الحبشةِ، ولم يكنْ قد أتمَّ عامَه الخامسَ عشرَ حينَها. ناقشَ علوانُ ابنُ قريةِ المدهف بعدَ انقضاءِ ما يزيدُ عن ستين عامًا على هجرتِه، هجرةُ اليمنيّينَ مع الجميعِ باعتبارها ظاهرةً اجتماعيَّةً امتدَّتْ من الخليجِ العربيّ المجاورِ، ومرَّتْ بآسيا وإفريقيا حتّى تعدَّتْهما إلى أوروبا، بل وامتدَّتْ إلى أمريكا، كما استرسلَتْ أحاديثُهم وناقشَتْ أثرَ أولئكَ المهاجرينَ في البلدانِ التي استضافَتْهم، وكيفَ أثَّرَتْ تلكَ البلدانِ فيهم وكيف تركوا بصماتهم فيها في المقابلِ. أرادَ السيدُ علوان لتلكَ المغامراتِ والتجاربِ والأسفارِ أنْ يجمعَها مشروعٌ وطنيٌّ يبحثُ في الدوافع الاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّةِ والسياسيَّةِ والبيئيَّةِ للهجرةِ، وأنْ يقفَ هذا العمل على أوضاعِ المهاجرينَ اليمنيِّينَ، مع التركيز بشكل أساسي على إسهاماتِهم، وعرضَ الأدوارَ الإيجابيَّةَ والأثرَ الذي تركوه حيثُما حلّوا وأينما رحلوا.
بالرغمِ من وجودِ العديدِ من الدراساتِ والرسائلِ الأكاديميَّةِ، وكذا التقاريرِ التي ناقشَتْ هجرةَ اليمنيّينَ، إلّا أنّ الحاجةَ كانَتْ مُلحَّةً لوجودِ دراسةٍ تتّصفُ بالشمولِ، ويغلبُ عليها التنوّعُ، وتتّسمُ بالحداثةِ، تلكَ الدراسةُ التي لطالما حلمَ بها الكثيرون من أصحابِ الاختصاصِ. أتى مشروع "مهاجرون" في محاولةٍ لِلَمّ شتاتِ يمني المهجر افتراضيًّا، عبر تبني مشروع بحثي انتهى بموسوعة من (9) أجزاء تم الانتهاء من طباعتها في 2022م ورافقها تصميم منصَّةٍ رقميَّةٍ تحوي العديدَ من الدراساتِ والكتبِ، كما تجمعُ المهاجرينَ اليمنيّينَ باختلافِ تخصّصاتِهم واهتماماتِهم العلميّةِ والمهنيّةِ. "مهاجرون" هو موقعٌ إلكترونيٌّ سيتيحُ الفرصةَ أمامَ الباحثينَ والأكاديميينَ والعلماءِ والمؤثّرينَ اليمنيّينَ في أرضِ المهجرِ؛ التعرف على بعضِهم البعضِ في المقامِ الأولِ، وهو فرصةُ في الوقت ذاته لتبادلِ المعارفِ والخبراتِ والأبحاثِ التي قد يستفيدُ منها النظيرُ اليمنيّ الذي يعملُ في نفسِ الحقلِ المعرفيّ.
تبنّت مؤسّسةُ الخير للتنميةِ، باعتبارِها الجناحَ التنمويّ لمجموعةِ العالميَّةِ، وبتكليفٍ من رئيسِ مجلسِ أمناءها السيد علوان الشيباني، مهمَّةَ بلورةِ فكرةِ الدراسةِ وتحويلِها إلى مشروعٍ بحثيّ شاملٍ، قالبُه موقعٌ إلكترونيٌّ تفاعليٌّ، أسمتْه "مهاجرون"، ومهمّته تتبّعُ هجراتِ اليمنيّينَ واقتفاءِ أثرِ وجهاتِهم وإسهاماتهم في مجتمعات المهجر. يستعرضُ الموقعُ إسهاماتِ من هاجرَ من اليمنيّينَ في مواطنِ هجرتِهم، وما صاحبَ ذلكَ من فاعليَّةٍ لحضورِهم في نواحي الحياةِ الاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّةِ والسياسيِّةِ والتعليميَّةِ والثقافيَّةِ، ويُظهرُ كيفَ أثّرَتْ تلكَ البلدانِ فيهم، وكيفَ كانَ لتلكَ الهجراتِ من تأثيرٍ على موطنِهم الأصليّ، كما يبدو جليًّا من خلالِ تصفّحِ ثنايا الموقعِ، تكامليّةُ ما تمَّ إجراؤه من دراساتٍ نظريّةٍ، مع ما تمَّ إنجازُه من دراساتٍ ميدانيّةٍ، ولعلَّ ذلكَ هو أهمُّ ما يمتازُ به موقعُ "مهاجرون".
الدراسات التي تم تنزيلها
الكتب التي تم تنزيلها