هائل سعيد أنعم
ولد هائل سعيد أنعم في إحدى قرى الأعروق بحجرية تعز، نحو العام 1902م. وفيها نشأ بين سبعة (7) إخوة في بيت خير وصلاح وكرم، برغم الشحة التي كانت تعانيها قريته ومجتمعه في ذلك العهد. وهناك تلقى دروسه الأولى. لم يرث هائل وإخوته عن أبيهم سوى دار متواضعة في القرية وأرض مزروعة محدودة المساحة ومعمل يدوي صغير لحياكة الملابس كان الإخوة الذكور يعملون عليه آنذاك، إلى جوار بعض أبناء القرية. وقد هاجر أخواه الأكبر- محمد وعبده- للعمل على ظهر باخرة فرنسية والتنقل بين موانئ العالم. وقد عاد محمد لمعاونة أبيه في القرية وظل الآخر ليلتحق به هائل في عالم الهجرة سنة 1923م، حيث عملا سويًا في مصنع للزيت بمدينة مارسيليا الفرنسية لعدة سنوات، بعد أن جرب هائل مشاق العمل على متن باخرة فرنسية تعمل بالفحم، ثم يترك هائل أخاه هناك وينتقل للعمل في الصومال بعد إجازة قضاها في القرية وعدن.
فتحت له هجرته إلى الصومال سنة 1936م أبواب الرزق، إذْ عمل وكيلًا لتاجر فرنسي يُدعى باس، يقوم بتصدير الجلود من الصومال إلى أوروبا عبر عدن. وقد اجتهد في هذا العمل ونافس فيه تجارًا كبارًا حينها مثل ألبس. وبعد فترة قصيرة قدم إليه ابن شقيقه علي محمد سعيد لمساعدته في عمله، وحينها كان قد توسع في عمله، فإلى جانب تجارة الجلود قام باستيراد المواد الغذائية والملابس من عدن وتسويقها في الصومال، وكان قد افتتح محلًا لهذا الغرض. استمر هائل في عمله هذا لعامين كاملين، بمعاونة ابن أخيه، مجتهدًا ومثابرًا على نحو دؤوب، حتى تكوَّن لديه رأسمال يكفي لإنهاء شقاء العمر في بلاد الهجرة، فقرَّر الاستقرار في عدن والبدء في إنجاز مشروعه الخاص، وكان ذلك سنة 1938م.
وبمعاضدة أخويه عبده وجازم وابن اخيه علي محمد سعيد تأسَّس العمل التجاري الخاص بهائل سعيد أنعم متخصصًا في مجال البقالة وتجارة الجلود والمواشي، بين عدن والصومال، وذلك كان النواة الحقيقية الأولى لإمبراطورية اقتصادية كبرى لاحقًا، تطورت وتوسَّعت تباعًا تحت اسم "مجموعة شركات هائل سعيد أنعم".