صائد القهوة الذي تصدر غلاف فوربس الشرق الأوسط
اختارت مجلة فوربس– الشرق الأوسط رائد الأعمال اليمنى حسين أحمد، للظهور على غلاف أحد أعدادها في مارس 2017م، كونه المدير التنفيذي لشركة "Mocha Hunters"، المعنية بصناعة البن اليمني وتصديره للخارج. حيث يستهدف من خلال شركته الناشئة إعادة إنعاش زراعة البن في اليمن، وتمكين هذا المحصول من استعادة مكانته وشهرته العالمية. وقد أجرت معه المجلة حوارًا للتعريف بنفسه، وبمؤهلاته، ومشاريعه يقول اسمي حسين أحمد، مهاجر يمني في أمريكا، وأنحدر تحديدًا من صنعاء العاصمة، حاصل على شهادة التذوق الدولية للبن، من منظمة "Coffee Quality Grader" الأمريكية، وقد سبق أن أسست أكثر من شركة ومشروع ناشئ، وكان آخرهم شركة "Study United"، والمُتخصصة بتسهيل عملية تسجيل الطلاب العرب الراغبين في دراسة اللغة الإنجليزية في الخارج، كما سبق وأن أسست مقهى بمدينة طوكيو اليابانية.
وحين سألته المحررة من أين جاءتك الشرارة الأولى لفكرة تأسيس شركة "Mocha Hunters" الناشئة حديثًا؟ قال: كانت الشرارة الأولى عقب عودتي من اليابان مباشرةً، حيث فكرت في تركيز عملي على تصدير البن اليمني الفاخر إلى أمريكا. ثم أضاف، وأثناء قيامي برحلة عمل قادمًا من مدينة سياتل الأمريكية، اندلعت الحرب اليمنية فاضطرني الوضع المُلتهب لوقف النشاط والبقاء هُنا. ومن أجل دفع تكاليف المعيشة، عملت بعدد من الوظائف المُتواضعة، كسائق لدى "Uber"، بالإضافة لمستوظف لدى متجر خاص ببيع الهواتف النقالة. ثم التقيت هُنا بالصديق والشريك المؤسس للشركة أدهم الجهمي، وهو ريادي أعمال مُتميز، ويعمل لدى فيسبوك، وكان زميلي في السكن أثناء فترة إقامتي السابقة في سان فرانسيسكو.
وقد أعجب الجهمي كثيرًا بعشقي للقهوة، واهتمامي بكل التفاصيل الخاصة بصناعة البن اليمني، فقضينا وقتًا طويلًا في دراسة السوق وعمل البحث التسويقي اللازم. ثم انطلقنا إلى المقاهي المميزة لعمل بحث وتذوق، وبعد مرور ثلاث (3) أشهر تقريبًا من النقاش المتواصل والدراسة والتخطيط، وتحديدًا في أكتوبر 2019م، أسسنا شركتنا الناشئة تحت اسم " Mocha Hunters". وعن اختاره اسم "Mocha Hunters" (صائدو القهوة) قال إن صائد القهوة هو لقبي، والذي لقبني به هو أحد زبائني في مقهى اليابان، فعندما كنت أشرح له الصعوبات والمعوقات التي أوجهها أثناء بحثي عن مزارع البن الفاخر في اليمن وسط الطبيعة، حيث الجبال العالية والهضاب والوديان. كما أن اليمن تتميز بالمدرجات الجبلية للبن، حيث أن زراعة البن تعتمد على هذه المدرجات الزراعية الهائلة، وهي سلسلة مرتفعات غربية توازي البحر الأحمر، على ارتفاعات تتباين من 700:1200 متر فوق سطح البحر، في منظر يسحر الأنظار، وكذلك فإنّ البنّ يجفف بالشمس الطبيعية، مما يُعتبر معالجة طبيعيّة للبن، إلاّ أنّه بالطبع صعب التنقل فيما بينها.
ومن هذا الوصف للظروف التي أمر بها في سبيل إيجاد حبوب البن الأسطورية، لقبني الزبون الياباني، فأعجبني اللقب كثيرًا، وعندما قررنا تأسيس الشركة في أمريكا لم يكن هُناك أجمل من هذا الاسم، وأصبحت الشركة تحمل اسم صائدو القهوة "Mocha Hunters". وعن طبيعة نشاط Mocha Hunters كشركة ناشئة قال: صائدو القهوة أو Mocha Hunters Inc هي شركة متخصصة في القهوة اليمنية، تأسست في أمريكا، ونشاطها حاليًا في اليمن وأمريكا على حد السواء، تستقدم حبات البن اليمني الفاخر مباشرة من اليمن، وتقوم بتصديرها للخارج. ونطمح أن نصدر منتجاتنا إلى بلدان أكثر، فنحن نبيع البن للمقاهي المتخصصة في البن الفاخر، وتسمى "Specialty Coffee"، ولكننا نأمل أن نستطيع خلال السنوات القادمة افتتاح مقاهي خاصة بعلامتنا التجارية. عن القيمة المضافة التي يقدمها Mocha Hunters لزبائنه مقارنة بالمنافسين يرى حسين أنه في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن حاليًا لا يوجد الكثير من التجار المختصين بالجودة، فالكثير منهم يعامل البن اليمني على أنّه مادة خام، أمّا نحن فنختلف عن ذلك، حيث نتعامل مع البن على أنّه منتج فاخر، فنشرف على الإنتاج والقطف والتجفيف بأنفسنا. أيضًا كوني حاصل على شهادة التذوق الدولية للبن، كما ذكرت في البداية، وبالتالي أستطيع أن أختار أجود أنواع البن ببساطة، وهذه ميزة فريدة بالنسبة لزبائننا في الخارج، علمًا بأنّه يوجد متذوقين اثنين فقط من اليمن، كما أنّ المتذوق الآخر يقيم في أمريكا. وبالتالي نمتلك خبرة كبيرة في مجال إنتاج وتذوق البن، ومن تجاربنا نتفهم مُتطلبات أصحاب المقاهي الفاخرة، ونسعى لتلبية طلباتهم ورغباتهم من شروط مُحددة خاصة بمستوى الجودة المطلوب.
كما أنّ لدينا علاقات ثقة قوية مع المزارعين، بنيناها على مدار السنوات السابقة، حيث نتعامل معهم كشركاء في العمل، وندفع لهم من ٨١:٠١ ٪ أكثر من أسعار السوق لمنتجاتهم، للتأكد توفير أفضل النوعيات، وهذا ما يجعل وصولنا إلي أفضل أنواع البن اليمني سهل. وعند سؤاله هل نموذج الربحي لديكم قائم على التصدير بشكل أساسي؟ أجاب بقوله: النموذج الربحي لدينا يعتمد على البيع للزبائن بشكل مباشر، عبر اشتراك شهري، وأيضًا لدينا خطط لافتتاح محلات خاصة بعلامتنا التجارية بعدد من المدن. وبسؤاله هل المشروع بدأ في البيع فعلًا؟ بمعنى أوضح هل بات لديكم عقود مع زبائن بالفعل؟ أجاب بقوله: نعم، فقد استطعنا الحصول على تعاقد مع شركة أمريكية مُتخصصة بالبن، لديها طلب مُمتاز في الوقت الحالي، وننتج لهم البن حاليًا، أمّا بخصوص البيع للزبائن مباشر عبر الاشتراك، يوجد عدد لا بأس به حاليًا، ولم نحدد تاريخ إشهار خدمة الشراء المُباشر، وفتح العضوية حاليًا. وعن التحديات التي تواجه مشروعه في ظل الوضع السياسي الراهن داخل اليمن أجاب بقوله: إنّه تحدي الصعاب، وتحدي المعوقات التي صنعتها الظروف السياسية، فمع الوضع الحالي لليمن هُناك مشكلة مع شحن العينات إلى الخارج، كما توجد إشكاليات كبيرة في عملية الإنتاج للبن في معملنا، وذلك لعدم توفر الكهرباء باستمرار، غير أنّنا نأمل أن يُعم السلام اليمن، وأن يكون البن اليمني سفير سلام في أرجاء المعمورة. وعن النصائح التي يقدمها لمن يرغب في خوض غمار ريادة الأعمال من الشباب قال: أود أن أنصحهم بالتركيز على الحلول الحقيقية للمشاكل المُجتمعية، كالطاقة، المواصلات، الغذاء، الماء، التعليم عبر الإنترنت وتطبيقات الهاتف الذكي، وتكييف تلك الحلول لتتلاءم مع الظروف والبيئة المُجتمعية المحلية، والابتعاد عن نسخ وتقليد المشاريع الناجحة من الغرب، بدون مراعاة لمتطلبات الأسواق المحلية، وأيضًا أنصحهم بإتقان العمل والمُثابرة، واتباع الشغف.
هذا المقال عن منصة أراجيك