جمانة جمال

شاعرة وملحنة يمنية

اسمًا لامعًا في سماء الأغنية العربية الحديثة، رغم حداثة سنها، حيث لم تتجاوز العقد الثالث من عمرها، استطاعت أن تترك بصمة واضحة ومميزة من خلال تعاونها مع كبار نجوم الفن في الوطن العربي، مقدمةً لونًا شعريًا وموسيقيًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة.

نشأة وموهبة مبكرة

وُلدت جمانة جمال في اليمن، وفي حين تظل مدينتها الأصلية طي الكتمان، فإن موهبتها الشعرية الفذة بزغت في سن مبكرة، ففي الثانية عشرة من عمرها، بدأت أناملها الصغيرة تخط أولى محاولاتها الشعرية، متأثرةً بكبار الشعراء العرب، وعلى رأسهم نزار قباني، حيث نشأت في بيت يقدّر الثقافة والأدب، مما أسهم في صقل موهبتها وتنمية حسها الفني، وقد أثرت الأوضاع التي يمر بها بلدها في تكوينها الإنساني والإبداعي، فجاءت كلماتها محملة بعمق التجربة وصدق الإحساس.

الانطلاقة الفنية والتعاونات البارزة

بدأت رحلة جمانة جمال مع الشهرة تتسع عندما وصلت كلماتها وألحانها إلى أسماء فنية كبيرة، ولعل أبرز محطاتها الفنية كانت تعاونها مع "القيصر" كاظم الساهر في أغنية "مررتِ بصدري"، التي كشفت عن نضج شعري لافت حيث توالت بعدها النجاحات، فشكلت ثنائيًا فنيًا استثنائيًا مع الفنان اللبناني فضل شاكر، حيث كتبت ولحنت له العديد من الأغاني التي لاقت رواجًا كبيرًا.

أعمالها والفنانون الذين غنوا لها

امتدت إبداعات جمانة جمال لتشمل كوكبة من ألمع نجوم الطرب العربي، وتنوعت أعمالها بين كتابة الكلمات والتلحين، وفي أحيان كثيرة الجمع بينهما. ومن أبرز تعاوناتها:

  • فضل شاكر: يعتبر التعاون الأبرز في مسيرتها، حيث كتبت ولحنت له ألبومًا شبه كامل والعديد من الأغاني المنفردة، منها:
    • "صحاك الشوق" (كلمات وألحان)
    • "هوا الجنوب" (كلمات وألحان)
    • "أحلى رسمة" (كلمات وألحان)
    • "بعدين معك" (كلمات وألحان)
    • "الشام فتح" أو "دوري يا فرحة" (كلمات وألحان)
    • "روح البحر" (كلمات وألحان)
    • "قمري ملثم" (كلمات وألحان)
  • كاظم الساهر: غنى من كلماتها قصيدة "مررتِ بصدري"، التي لحنها بنفسه، وكانت بمثابة محطة فارقة في مسيرتها.
  • أصالة نصري: لحنت لها أغنية "الكرسي" من كلمات الشاعر خلف الخلف.
  • عبدالله الرويشد: قدمت له من كلماتها وألحانها أغنية "كل ما قلت ارتويت"، التي حملت الطابع التراثي اليمني "الحضاري".
  • نوال الكويتية: لحنت لها أغنية "على مهلك".
  • عبدالمجيد عبدالله: لحنت له أغنية المنتخب السعودي "عاشق الفوز".

بالإضافة إلى هؤلاء النجوم، تعاونت أيضًا مع فنانين يمنيين مثل حسين محب ووليد الجيلاني، مؤكدةً على ارتباطها بجذورها الفنية. كما كتبت ولحنت شارات غنائية لمسلسلات رمضانية عرضتها قناة "المهرية"، وحققت انتشارًا واسعًا.

الخصوصية وأرض المهجر

تُعرف جمانة جمال بحرصها الشديد على خصوصيتها، فهي تفضل أن تتحدث أعمالها عنها، مبتعدةً عن الأضواء والمقابلات الإعلامية إلا في حدود ضيقة. هذا الغموض أضفى على شخصيتها هالة من الجاذبية، وجعل الجمهور أكثر شغفًا بمعرفة المزيد عنها.

وفيما يتعلق بأرض المهجر، فقد اختارت جمهورية مصر العربية موطنًا ثانيًا لها، حيث تقيم في القاهرة التي تمثل ملتقى للفنانين والمبدعين العرب. وفي مصر، وجدت البيئة الملائمة لتطوير فنها وتعزيز حضورها في الساحة العربية، مع الحفاظ على ارتباطها بجذورها اليمنية.

تبقى جمانة جمال نموذجًا ملهمًا للمرأة اليمنية والعربية التي استطاعت بقوة موهبتها أن تتجاوز الحدود، وأن تقدم فنًا راقيًا يعبر عن مشاعر الإنسان العربي، حاملةً معها عبق تراثها اليمني الأصيل إلى فضاءات أرحب، من قلب المهجر المصري إلى العالم العربي أجمع.

شارك على منصات التواصل